الجذور التاريخية لنشأة المساجد في إقليمي برقة وطرابلس من خلال كتابات الجغرافيين والرحالة
DOI:
https://doi.org/10.26629/nnz5r346Abstract
تمدنا كتب الجغرافيا, والرحلات بمادة طيبة, ومعلومات جيدة عن كثير من المساجد التي عمرت بها برقة وطرابلس، والتي من خلالها يظهر بشكل واضح وجلي البداية الحقيقية لبداية عمار المسجد, بعكس المصادر التاريخية والتي تشير لتلك المساجد باقتضاب شديد, ويكاد لا توجد اشارت إلى الكم الهائل الذي ورد ذكره في كتب الرحالة والجغرافيين, مما يدل على أهمية تلك الكتابات خاصة في مختلف جوانب مظاهر الحياة الحضارية من ثقافية, واجتماعية, واقتصادية, وفكرية.
ويعتبر المسجد في الإسلام من أهم المؤسسات العلمية للمسلمين، وهو المكان الرئيس للثقافة الإسلامية، ففيه تعقد حلقات الدروس منذ إنشائه, ويتحلق الطلبة حول أساتذتهم مستمعين إلى ما يجودون به من علم, لذلك لم تكن المساجد للعبادة فقط؛ بل إنها كانت تقوم بدور في نشر العلم وتخريج العلماء، فالمسجد هو المكان الأول للمسلمين في التعليم، ويؤدي في التعليم الإسلامي مرحلة متقدمة أشبه بالمرحلة الثانوية والجامعية.
ومع انتشار حركة الفتوحات ببلاد المغرب، بُني عدد كبير من المساجد في إقليمي برقة وطرابلس، ومنذ ذلك الوقت بدأت المساجد تتأكد شخصيتها الثقافية في بلاد المغرب بصفة عامة, وبرقة وطرابلس بصفة خاصة , مثلما تأكدت ببلاد المشرق أولاً، وتوسعت دائرة العلوم وتدريسها بالمساجد وخاصة العلوم الدينية منها، حيث تطورت بتطور العلوم .
لقد كان للمساجد دور هام في إبراز الثقافة والعلم ودعمهما في المدن, والقرى, والأرياف ، وهو ما سنحاول إبرازه من خلال كتابات الجغرافيين والرحالة الذين تحدثوا عن وجود الكثير منها في إقليمي برقة وطرابلس