شاهد عيان على سيرة عالم وباحث آباضي "د. عمرو خليفة النامي أنموذجا"

الملخص

يُعد الدكتور عمرو خليفة النامي من الشخصيات الإسلامية المعروفة على مستوى ليبيا والعالم الإسلامي. ولد في مدينة نالوت عام 1942 م، ونما وتربى وترعرع في سهولها، ووديانها، وجبالها، وهضابها، وصحرائها. أكسبته هذه الطبيعة الصلابة والقوة والشجاعة والإقدام. تربى في أسرة محافظة ملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي عاشت مثل باقي الأسر الليبية في ذلك الوقت معتمدة على الزراعة والرعي، ففي فصل الصيف كانت ترحل إلى ضاحية المدينة (الشرف)، وفي الشتاء تعود لتتنقل بين المدينة وأم الذئاب وهي منطقة زراعية قريبة من المدينة. تعلم القرآن في أول حياته في الكتاتيب (مسجد سيدي خليفة ومسجد قنان) على يد شيوخ أفاضل، مثل الشيخ علي يحي معمر والفقيه مسعود سالم قنان، وغيرهم من شيوخ المدينة ثم درس المرحلة الابتدائية في مدينة نالوت والإعدادية والثانوية في غريان. كان خلال فترة دراسته متميزا ذكيا بين أقرانه, فكان يقيم المعارض الثقافية والفنية بفرده ومع زملائه، ثم انتقل إلى المرحلة الجامعية في بداية افتتاح الجامعة الليبية عام 1955 م ليلتحق بكلية الآداب والتربية بالجامعة الليبية في بنغازي، وكان متميزا ومتفوقا في هذه المرحلة, فاختير معيدا وأرسل إلى مصر / جامعة الاسكندرية لتحضير درجة الماجستير، ولكن لظروف عاشتها مصر في تلك الفترة رجع إلى ليبيا لتتم إعادة بعثه إلى بريطانيا لتحضير درجتي الماجستير والدكتوراة بجامعة كمبردج, حيث كانت أطروحته في الدكتوراة (دراسات عن الاباضية) ليرجع بعدها إلى ليبيا ليعمل عضوا في هيئة التدريس بكلية الآداب في بنغازي وكانت له العديد من المؤلفات والقصائد والمقالات خلال فترة الدراسة وبعد استكمال دراسته، ونظرا لمواقفه السياسية تم إبعاده بعدة طرائق عن التدريس, فأرسل إلى أمريكا, ثم اليابان وبعدها ابعد عن التدريس نهائيا بعد خطاب زواره 1973م، و سجن مباشرة بعد الخطاب واستمرت فترات السجن أكثر من مرة حيث كان آخرها بمستشفى الأمراض النفسية وانتهت حياته حسب اعتقادي 1984 م بأحداث شهدتها ليبيا ذلك العام بدخول مجموعة مسلحة تتبع الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا إلى البلاد عبر الحدود التونسية