تأثير المناخ على العمارة في المناطق الصحراوية: دراسة حالة وادي الشاطئ- قرية أشكدة
DOI:
https://doi.org/10.26629/d6bkk416الملخص
كان للمناخ تأثير واضح على العمارة الصحراوية في اودية الصحراء الليبية، ويظهر ذلك جلياً في تلك المباني التي قام الانسان ببنائها لتتكيف مع المناخ الصحراوي والتي تتميز بالتراص أو التضام في تخطيطها.
ويعتبر وادي الشاطئ من بين الأودية ذات المناخ الصحراوي في ليبيا، حيث تميزت بالمعمار الطيني في بناء مبانيه التي تعددت وانتشرت على طول امتداد هذا الوادي من الشرق الي الغرب، وكان من بينها قرية أشكدة التي تعتبر أول قرية من ناحية الشرق للوادي ثم تليها مجموعة قرى ومدن متباعد نسبياً، تشكل تجمعات بشرية عمرانية اعتمدت في بناء مبانيها على الطين، باعتباره مادة محلية متوفرة.
تعد قرية أشكدة من بين قرى ومدن وادي الشاطئ التي وقع عليها الاختيار لدراسة عمارتها وابرز ما يميز هذه القرية من ناحية استراتيجية موقعها وأهميته، وتأثرها بالمناخ الصحراوي في طريقة بناء القرية والمواد المستخدمة في البناء.
حيث تميز تخطيط هذه القرية بنفس النمط المتعارف عليه في العمارة الصحراوية وهو التخطيط المتضام أو التراص الذي يتميز بالتواصل الاجتماعي الواضح بين سكان تلك المناطق، لغرض توفر الظلال لمواجهة الظروف المناخية القاسية التي تتسم به المنطقة الصحراوية، بالإضافة الي المواد المستخدمة في البناء التي مكنت المباني بهذه القرية من الصمود طوال هذه السنين أمام عوامل التعرية المناخية القاسية.
وعليه فان الهدف من هذه الدراسة هو لفت الانتباه الي هذه القرية وغيرها من المدن والقرى بوادي الشاطئ والتي اهملت من جانب المسؤولين، وتوضيح مدى اهمية هذه المعالم التراثية والتي يرجع تاريخها بعضها الي العصور القديمة، بالإضافة الي انها صديق للبيئة، ظلت صامدة في مواجهة عوامل التعرية طوال هذه السنين، وكونها مباني بنيت من الطين، لكنها لاتزال تتحمل ظروف المناخ الصحراوي القاسي، لذلك نأمل ان تتحصل هذه المباني على الاهتمام من خلال إحيائها أو جعلها معالم سياحية من خلال الفعاليات الاحتفالية التي تقام بين الفترة والأخرى