أروقة النساء وحجراتهم في بيوت مدينة غدامس منذ بداية العصر الفاطمى حتى نهاية العصر المملوكى (358- 932ه/ 968- 1517م).
DOI:
https://doi.org/10.26629/tw69kv09الملخص
لعبت المرأة دوراً مهما في مجتمع مدينة غدامش ، فكانت تقضى معظم أوقاتها في المنزل تطحن وتصنع الطعام وتهتم بتربية الأولاد، وتحيك الصوف والقطن، وتجلب الماء من الآبار، كما كانت تهيئ الوقود بجلب الحطب من الغابة، وفى القرى تعمل النسوة مع أزواجهن في الحقول ثم تعود الى الجزء المخصص للنساء لفحص منتجاتها التي جلبتها من الحقول، كان لبعضهن بيت ومكن خاص يقومن فيه بالأعمال التجارية ونلاحظ أن الأعمال التي كانت تقوم بها المرأة منذ بداية العصر الفاطمي حتى نهاية العصر المملوكى تتشابه إلى حد ما مع ما تقوم به المرأة في مسكنها الخاص.
وتعد بيوت مدينة غدامس القديمة من الأمثلة القليلة الباقية في ليبيا التي تعتبر نموذجا للمدينة الإسلامية التقليدية، والتي ما زالت محتفظة بطابعها الأصيل، المستمد من التراث العربي الإسلامي الذي ظهر في شكلها العام، والذي يمتاز بالتماسك ووحدة الأجزاء، حيث تعد مدينة تاريخية واثرية. وتهدف الدراسة إلى إلقاء الضوء على جانب مهم من تخطيط المنازل والقاعات والغرف المخصصة للنساء في المدينة القديمة، ومعرفة أنواع الزخارف التي استخدمها أهل غدامس، وطرق تنفيذ هذه الزخارف، والمواد الخام المستخدمة، والألوان وكيفية تحضيرها، ومن الذي كان ينفذ هذه الزخارف.
مدينة غدامس: تقع إلى الجنوب الغربي من طرابلس بنحو 600كم، عند نقطة حدودية تتلاقى فيها حدود كل من تونس، والجزائر، مع الحدود الليبية. ذكرها كثير من الرحالة والمؤرخين في كتاباتهم، فيقول عنها البكري، "غدامس مدينة لطيفة، كثيرة النخل والمياه، وأهلها بربر مسلمون، وأكثر طعام أهل غدامس التمر"، ولا يعرف على وجه التحديد زمن تأسيس المدينة، وتذكر كثير من الكتابات أنها معمورة منذ عصور ما قبل التاريخ، وفى سنة 19 ق.م احتلها الرومان، وبقيت تابعة لهم حتى الفتح الإسلامي، الذي تم على يد القائد عقبة بن نافع سنة 42 ه، عندما غزا أفريقية، فافتتح غدامس. وتدين غدامس في نشأتها لوجود عين ماء غنية منذ القدم هي عين الفرس لوحة، والتي كانت السبب في استمرار الحياة في المدينة، ولقد اشتهر أهل غدامس منذ زمن بعيد بالتجارة، نظرا لموقعها الاستراتيجي عبر الصحراء، وسكان غدامس شيدوا مدينتهم على طراز معماري مميز.