المخطوطات النفوسيّة في مكتبات وادي مزاب "دار إروان بغرداية أنموذجًا"

الملخص

نشر العديد من الباحثين بحوثهم حول الصِّلات والروابط بين المواطن الثلاثة للإباضية المغاربة (نفوسة، جربة، مزاب)، أبرزوا فيها انتقال المشايخ بين هذه المواطن وتبادل الزيارات، وسنسعى في هذه الورقة البحثية إلى تبيان مدى إسهام النفوسيين في إثراء مكتبات مزاب بالمخطوطات، فوقع اختيارنا على مكتبة من أقدم مكتبات مزاب؛ خزانة إروان تغردايت، وتعتبر هذه الخزانة من أقدم المكتبات العموميّة التي بقيت ماثلة إلى وقتنا الحاضر، ويقدّر عمرها بأكثر من 5 قرون، وهي دليل شاهد على الحركة العلميّة التي شهدتها منطقة مزاب منذ بداية العصر الحديث إلى وقتنا الحالي، حيث يبلغ عدد عناوينها 1303 عنوانًا، ويعود الفضل في تأسيسها إلى مجدّد الحركة العلميّة في مزاب الشيخ عمّي سعيد (ت: 927هـ/1521م)، والذي يعود إليه تأسيس هيئة إروان كذلك، ومن أجل الوصول إلى النتائج المرجوة نطرح إشكال: من هم المؤلفون النفوسيون الذين أثروا خزانة دار إروان تغردايت؟ ومن هم النساخ النفوسيون الذين ساهموا في نسخ مخطوطاتها؟

• نبذة تعريفية عن جبل نفوسة.
• التسمية والموقع الجغرافي:

تؤكّد المصادر أنّ تسمية جبل نفوسة يعود إلى قبيلة نفوسة التي استوطنته، نسبة إلى جدّها نفوس بن زحيك بن مادغيس الأبتر، وقد احتفظ الجبل بهذه التسمية عند العامّة لقرون رغم إطلاق بعض التسميات عليه مثل "الجبل الغربي “ويعيد الأستاذ محمد سعد الشيباني -بعد التحرّي- أصل التسمية إلى الجذر اللغوي "ئفس" نجا ينجو، والناجي "أنفاس" يجمع على "ئنفاسن"، وفعل الأمر "فاس"، ومنه نسبة "التفستي" إلى "تافست" قرب شروس المدينة الأقدم في كل نفوسة، والتي يمكن أن تعتبر الملجأ الأوّل للناجين.