التعليل الفقهيّ عند الشيخ عامر بن علي الشّمّاخي من خلال كتابه الإيضاح (ت792ه_1389م)

الملخص

إنّ الـمتفحص في فقه مدارس الإباضية عمومًا، والـمدرسة النّفوسية منها خصوصًا، من خلال كتبها الفقهية الـمتخصصة؛ يلحظ بجلاء جودة العرض وغزارة الـمادة وقوّة الجانب وصلابته، ويلفت نظره مسلك الاستدلال عمومًا وبراعة التعليل الفقهي خصوصًا.

وهذا ما وقفت عليه عن قرب، من خلال معاشرتي الطويلة لكتاب الإيضاح الذي يـمثل أحد أهم كتب الفقه التطبيقي الذي يوظف فيه التعليل الفقهي.

وقد اقتصرت في هذا البحث الـمتواضع، على دراسة نـماذج من التعليلات الفقهية عند الشيخ الشّمّاخي رحمه الله من خلال كتابه ((الإيضاح))؛ لأنّه الكتاب الذي استقصى فيه رحمه الله في الغالب ما يـمكن الاحتجاج به، وأكثر فيه من الاستدلال والاستشهاد، وأفاض فيه في ذكر التعليلات الفقهية بشتى أنواعها وبـمختلف صيغها.

وتحاول هذه الورقة الجواب على الإشكال الآتي: ما الـمقصود بالتعليل الفقهي؟ ما مكانة تعليل الأحكام عند الشيخ الشماخي؟ وما مدى اعتبار الشمـّاخي للتعليل الفقهي عند استنباطه الأحكام الشرعية من خلال كتاباته ومؤلفاته؟ ما الوسائل التي اعتمدها الشـمّاخي في تعليله الفقهي؟ أي صلة بين التناول الأصولي لـمسألة التعليل والتناول الفقهي؟

  وما هو الـمنهج الذي اتبعه في التعليل الفقهي؟ وتسلك هذه الدراسة منهجا استقرائيا في رصد أهم مسالك التعليل التي وظفها في كتابه، ومنهجا تحليليا في بيان الصلة بين التناول الأصولي لـمسألة التعليل والتناول الفقهي؟