أخبار عمروس بن فتح النّفوسي نموذجا
DOI:
https://doi.org/10.26629/akezj903الكلمات المفتاحية:
الإباضيّة، عمروس بن فتح، أعلام نفوسة، أدب المناقب، الجماعة العلميّة، الأنثروبولوجيا التأويليّةالملخص
إنّ وقوع أدب المناقب في تقاطع الأنساق المعرفيّة هو ما لفت انتباه روّاد الأنثروبولوجيا التّأويليّة إلى العناية به وبأدب التّراجم والسّير، منطلقا لأهمّ التّفسيرات والتّأويلات الاجتماعيّة والسّياسيّة والثّقافيّة، على اعتبار أنّ "الانسان ينسج المعنى كما تنسج العنكبوت بيتها". ومن هنا ظهرت أعمال كليفورد غيرتز (Clifford Geertz) وديل إيكلمان Dale.F.Eickelman وعبد اللّه حموديفي تركيزهم على أدب السّيرة منحى لدراسة المجتمعات التّقليديّة "لأنّ التّرجمة والسّيرة هما من أبرز الإنتاجات التي ميّزت الثّقافة المغربيّة انطلاقا من القرن السّابع عشر". ومن هنا أيضا توزّعت اهتمامات روّاد الأنثروبولوجيا التّأويليّة –أولئك المنتمين إلى الحقبة الكولونياليّة، وخاصّة الذين ركّزوا على دراسة الحقول الدّينيّة والاجتماعيّة- على مسارين: فبعضهم درس سيَر الأحياء مثل ديل إيكلمان(وكيفن دواير(وكرابانزانو(في حين فضّل آخرون دراسة سيَر شخصيّات تاريخيّة فارقت العالم مثل جاك بيرك وكليفورد غيرتز الذي نهل من دراسات جاك بيرك، وأيضا لقناعاته الرّاسخة بمدرسة التّاريخ اليوميّ التي تعتمد التّأويل والتّرجمة.
أمّا بحثنا هذا فهو في نظرنا اندراج ضمن سلسلة البحوث الحضاريّة المتعلّقة بتراث المذاهب الإسلاميّة، وتدوينات الجماعات المتاخمة منها للصّحراء الكبرى. وهي تلك البحوث الجامعة بين الدّراسات الثّقافيّة، والتّاريخيّة، والبحث الأدبيّ، واللّسانيّ. والمركّزة على الآثار المكتوبة تنبيها إلى أنّ كلّ دراسة للفكر والمعرفة "تبقى غير مكتملة إذا لم ينتبه الدّارس إلى أهمّية اللّغة التي تقول الفكر، وتحاول التّعبير عن الوجود، وعن العقل الذي يعقل ذلك الوجود، ويصوغ تعقّله في اللّغة". ومثل هذه الدّراسات قد توجّهت نحوها اهتمامات الباحثين في الجامعات منذ نهايات القرن العشرين.