منهج المرافقة التربوية في تخريج العلماء من خلال كتب السير في جبل نفوسة إلى غاية القرن الثامن الهجري – أعلام ومعالم منهجية-
DOI:
https://doi.org/10.26629/k8z8wr14الكلمات المفتاحية:
المرافقة التربوية، كتب السير، نموذج الرشد، مشروع الصحبة، ما بعد الحداثة، الصورة الإدراكية، التعليم المنزلي، نمط الإقامات الداخلية، التعليم بالأسفارالملخص
تعدّدت المقاربات التربوية بتعدد فلسفات المجتمعات وغاياتها وطموحاتها الحضارية، واختلفت باختلاف التحديات في مختلف العصور والمراحل الزمنية. تعتبر المرافقة من الأساليب التي لا غنى عنها لأي نظام تربوي يسعى لبناء متكامل إنساني للإنسان، وهو في مقابل النظام التعليمي التلقيني الآلي الذي يرى أن المتلقي وعاء يحمل المعلومة بشكل حيادي، مثل أي جهاز أو آلة تحفظ وتشغّل المعلومات والبيانات. وقد ظهر عجز المنظومة المدرسية (النظام السكولاستيكي) الذي ظهر مع عصر الصناعة، وظهر ضعفه في منبته، وظهرت تشوهاته التي لا تكاد تُحصى في المواطن التي تم نقله إليها، فبات من الضروري على كل مجتمع أراد أن يشكّل مستقبله بيده أن يبدع أدوات تربية أبنائه من ذاته.
انطلاقا من هذه المقدمة تبحث الورقة في المعالم المنهجية والأساليب التي خرّجت علماء في مختلف المراحل التاريخية في جبل نفوسة إلى غاية القرن الثامن، بهدف الوقوف على جهود علماء الجبل خلال الفترة في التعليم وتخريج العلماء، والوقوف على إبداعاتهم ومعالم تميزهم، للوصول في النهاية إلى المعالم المنهجية والأساليب التربوية التي يمكننا البناء عليها لتصميم أنظمة تربوية تنسجم مع الرؤية الكونية التوحيدية، ولديها القدرة على مواجهة مختلف التحديات.
اعتمدت الورقة على منهج التحليل بالنماذج، حيث تبنت الورقة نموذجا تربويا نظريا تشكّل من خلال أحدث المصادر المعاصرة في تنشئة إنسان متوازن مؤمن فعال يعيش عصره[1]، وتمخّض من وحي ممارسات تربوية في مختلف السياقات التربوية. واعتمدت على المنهج التاريخي الاستردادي بالعودة إلى كتب السير الإباضية واستنطاقها واستخراج المعالم المنهجية التي كانت تشكل منهج المرافقة في جبل نفوسة إلى غاية القرن الثامن الهجري
من نتائج للورقة استكشاف دور حلقات منازل الشيوخ وما تحتويه من معالم منهجية في الممارسة التربوية، واستكشاف معالم التعليم عن طريق السفر والزيارة وما فيه من أبعاد ومقاصد ومخرجات، واستكشاف الأبعاد التربوية للنظام التعليمي الإقامي، واستكشاف دور المرأة في تشكيل من العلماء، وأن السياق التاريخي والأحداث التي عاشها الإباضية في جبل نفوسة كان لها أثر كبير في ظهور أنماط مرافقة وتعليم وتشكيل أصيلة لطبقات كثيرة من العلماء.
وفي الختام تظهر آفاق واسعة وتساؤلات من خلال تلمّس أطراف وبدايات هذا الموضوع الشيّق والحيوي، وتعتبر هذه الورقة لبنة تضاف إلى لبنات أخرى قد درست النظام التعليمي في جبل نفوس عامة، تسعى إلى الدفع بالدراسات نحو مجال المرافقة التربوية، نظرا لأهميته التي تزداد يوما بعد يوم في ظل التحديات التي نعيشها في سياقنا التربوي
[1] رسالة المدرسة العلمية الخاصة: من أجل تلميذ مؤمن فعال يعيش عصره. انظر موقع المدرسة: https://alilmiya.net