التحديات التي تعوق تطوير مناهج كليات التربية لجامعات الجبل الغربي في ليبيا وطرائق التغلب عليها
الملخص
يعد المنهج الذي يرتكز عليه بناء التربية والتعليم ركناً أساسياً ، وتتولى الجامعات دوراً رئيساً في بنائه ،وبالتالي فإن دورها لا يقتصر على تخريج الطلاب للممارسة المهن المختلفة كمهنة المعلم أو الطبيب أو المهندس الخ... ، بل يتجاوز دورها التقليدي المتمثل في الدور التدريسي والبحثي وخدمة المجتمع، إلى القيام بكل ما من شأنه أن يحدد رؤيتها ويحقق رسالتها في إطار الأهداف التي تنشدها . ولما كان منطلق البحث الحالي محاولة التعرف على التحديات التي تعوق مناهج كليات التربية لجامعات الجبل الغربي ( غريان ، الزنتان ، ونالوت )، فقد أصبح من المحتم على كليات التربية أن تضطلع بالدور الرئيس في وضع حد لهذه التحديات والبحث عن الطرائق الناجعة للتغلب عليها ، فالشروع في تقويم المناهج الحالية وما يترتب عليها من تخطيط وتصميم وتطوير وتنفيذ بات أكثر إلحاحاً ، حيث صارت المناهج من الوسائل الرئيسة التي تساعد الدول على اللحاق بركب الحضارة الحديثة، مما يجعل المهمة الملقاة على عاتق هذه المؤسسات تفوق طاقاتها المادية والبشرية ، وبالتالي تضعها أمام تحديات كبيرة، ولذا فإن " وضع المناهج هو أدق المسائل التربوية وأعقدها في العصر الحاضر في جميع أنحاء العالم"(1) . ويمكن استفادة كليات التربية من تقدم تكنولوجيا المعلومات في تيسير مهمة بناء المناهج ، بأن تعيد النظر في مقرراتها الدراسية وبصورة مستمرة ، إذ من الملاحظ أن الكثير من هذه المناهج أصبحت قديمة وبالية وغير ملائمة للحياة العصرية ، الأمر الذي يجعل من الأهمية بمكان مواجهة صعوبات جمة في إزالة المناهج القديمة من أذهان الطلاب ، فالمهمة جد شاقة ومرهقة بسبب التمسك بتلك المناهج من جانب ومقاومة الجديد من جانب آخر .
إن الخروج من الواقع الحالي للمناهج يستوجب إعداد عقلية متعلم في مجتمع متغير ، يمتلك فيها هذا المتعلم القدرة على التعامل مع المواقف والنظريات الجديدة، ويهتم بمسألة إعادة تركيب المعلومات وتنظيمها منطقياً وسيكولوجياً ، مما يستوجب على كليات التربية لجامعات الجبل الغربي أن تعمل على بناء قيادات فعالة تواكب التغييرات الجديدة من أساليب استخدام التقنيات الحديثة التي تستشرف المستقبل وتؤسس برامجها على قواعد المعلومات، والتي ينبغي أن تكون متوافرة ومتاحة حتى تكون التوقعات أقرب إلى الحقائق. لكل ما سبق فإنه من المهم أن تتوجه العناية والتركيز بل وتكثيف الدراسات العلمية لمواجهة التحديات التي تعوق تطوير مناهج كليات التربية كمؤسسات متخصصة في هذا المجال. حيث اقتضت الضرورة إجراء مثل هذا البحث وإخضاع هذه المشكلة للفحص والتفسير والتحليل والتقويم.