علاقة الاستلاب الفكري بالمناهج الجامعية
الملخص
المثاقفة هي عملية التطور الثقافي الذي يطرأ حين تدخل مجتمعات أو جماعات أو شعوب تنتمي إلى ثقافات مختلفة في اتصال وتفاعل يترتب عليهما حدوث تغيرات في الأنماط الثقافية الأصلية السائدة في الجماعات كلها أو بعضها، لذلك تعبر المثاقفة عن أوجه التبادل الثقافي بين الحضارات البشرية المتعددة وحالة من الاعتدال بين الذوبان و التصلب في التعاطي مع ثقافة الآخر، وهي اتجاه يسعى أن يكون وسطا بين الانفتاح المطلق الذي يؤول إلى الانصهار في ثقافة الآخر وبين الانغلاق المطلق الذي يؤول إلى الانعزال تماماً عن الآخر.
إن السمة البارزة لمفهوم المثاقفة في الفكر العربي تتجلى في مواقف بعض المثقفين العرب التي اتسمت بالحذر من المثاقفة برغم اعترافاتهم بأهميتها وبضرورة الانفتاح على الأخر وثقافته، وثمة مفكرين تعاملوا مع هذا المفهوم من منطلق مختلف يقوم على ضرورة التمييز بين مفهوم المثاقفة الذي يعني التفاعل المتكافئ و الاحترام المتبادل بين مختلف ثقافات الشعوب وبين مفهوم التبعية و الاستلاب والغزو الثقافي و العولمة الثقافية و الغربية . تتحول المثاقفة إلى استلاب ثقافي حين يتحول التمثل إلى استدماج[1]، التمثل يحفظ الفروق، ولكن الاستدماج يذيبها، والحوار الحضاري لا يكون حواراً ( وذلك لأن الحوار يفترض طرفين منفصلين تماماً) من خلال الاستلاب، إذ يصير، حينئذ، بمثابة صدى صوت المتحاور معه.
[1] الاستدماج عبارة عن عملية يحاول فيها الشخص نسخ أو تكرار سلوكيات أو أفكار من الوسط المحيط أو من أشخاص آخرين وجعلها جزء من داخله.