الإسرائيليات في تفسير البغوي (سورة البقرة من الآية 30- 248)

المؤلفون

  • جمعة مسعود زايد كلية القانون والشريعة بنالوت المؤلف

الملخص

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين.

     أما بعد: فالقرآن الكريم كتاب الله المبين، هو المصدر الأول للعقيدة السليمة، والشريعة القويمة، والدستور الإلهي الخالد الذي وضعه الله لعباده، وحدد معالم الحق ورسم طريق الخير، وضرب المثل الأعلى في كل شيء، هو الفصل ليس بالهزل لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا تتشعب معه الآراء، ولا يشبع منه العلماء، ولا يمله الأتقياء، ولا يخلق مع كثرة الرد، لا تنقضي عجائبه، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أّجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم.([1])

     ولهذا فإن العلماء في كل عصر يبذلون أقصى جهدهم في الكشف عن غوامض أسرار هذا التنزيل وبيان ما أشكل فيه من المعاني، فالقرآن هو البحر الزاخر بشتى أنواع العلوم والمعارف، فيجد فيه كل لبيب حاجته فمن مستنبط لأحكامه الفقهية، إلى باحث عن أسراره البلاغية ووجه إعجازه، وتوضيح معانيه وإعرابها، الى شرح لغامضه وموضح لمشكله، ومن دارس لجوانب العقيدة فيه وكاشف عن بعض حكمه وأسراره وإشاراته وأنواره وإعجازه، الى مهتم بقصص الأولين وأخبار السابقين إلى غير ذلك من الوجوه والاتجاهات.

     ومن بين هذه التفاسير تفسير معالم التنزيل للإمام البغوي رحمه الله ومن خلال الاطلاع على آراء العلماء وجدت أن الكثير منهم أو كلهم أثنوا على الإمام البغوي وعلى تفسيره، فهو لا شك كتاب عظيم القدر بالنسبة لبعض كتب التفسير، ويظهر ذلك في أقوال العلماء وثنائهم عليه وعلى تفسيره، ومما يدل على أهمية هذا التفسير أن العلماء والمختصين تلقوا هذا التفسير بالقبول والإعجاب، وكان نصيبه الرواج والانتشار، فاعتمدوا عليه واعتنوا به، وألفوا عليه التفاسير، فكان أنألّف الإمام الخازن تفسيره لباب التأويل منتخبا ومختصرا من معالم التنزيل البغوي، ومضيفا ومكملا عليه بعض ما رآه مناسبا.

([1]) حديث أخرجه الترمذي في كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل القرآن (5/172)، والإمام أحمد في مسنده (1/191).

التنزيلات

منشور

2023-12-02

إصدار

القسم

أوراق علمية