تَوجيهُ الهجرةِ غير النظامية، و استغلالُ المهاجرين سياسياًّ على ضِفّتيْ المتوسط...

الملخص

ارتبطت الهجرة عبر التاريخ، بترسيخ التقارب بين بني البشر المختلفين اختلافا طبيعيا، واكتساب الثقافات... وفي العصر الحديث باتت الهجرة هي الحل الأبرز للشرائح القادرة على العمل، المتطلعة لتحقيق حلم الثروة والرفاه في مختلف المجتمعات التي تعاني من البطالة والفقر أو من عدم الاستقرار... وكانت بلدان شمال أفريقيا دول منشأ للمهاجرين من أبنائها إلى أوروبا منذ عقود، ودول عبور للمهاجرين من أبناء أفريقيا السمراء إلى: القارة الأوروبية، وجهة "المقصد"..

وفي منتصف عام 2023  المنصرم شهدت موريتانيا و المغرب و تونس وليبيا و الجزائر زيادة لافتة في نسبة المهاجرين الوافدين من دول أفريقيا "جنوب الصحراء"، وقد واكبت هذه الظاهرةَ حملاتٌ إعلامية لعناصر من هؤلاء المهاجرين متمثلة في مقاطع فيديو تستنكر سوء معاملة السلطات المغاربية لهم، وتحرض على العنف و الكراهية بين الافارقة السود و إخوتهم غير السود في هذه الدول... بل بلغ الأمر بمنتجي هذه الحملات تشبيهَ وجودِ البيض في شمال أفريقيا بالتواجد الصهيوني في فلسطين... وعلى الأرجح - وليس من باب التعلق بنظرية المؤامرة - فإن هذا الفكر لم يولد صدفةً...!  بل له خلفيات وأبعاد مدروسة، إن لم يكن له رعاةٌ يَعُون ما يقولون وما يفعلون... حتى اختيارُ المكان والزمان ليس عفويا...!