الرمز والإيحاء في شعر بدر شاكر السياب
الملخص
كان الشعر ديوان العرب وما يزال، كما يعد الشعر وهيج الروح والتعبير عن كينونة الإنسان ومصيره فهو نفاذ الرؤيا إلى الماوراء، وهتك الحجب وكسر الرتابة المألوفة، والشعر برق خاطف يخرجنا من الرتابة اليومية إلى الذهول والنشوة والاستغراق في الحياة، والقبض على جوهر الأشياء.
وما يزال الشاعر المعاصر كعادته يحتضن اللغة ويلجأ إليها كنوع من المغامرة، ليس نحو هدف يقصده فحسب وإنما كطريقة إبداعية حضارية لاختصار واقعية الإشياء وفوضويتها داخل أبعاد يفضل لو تجد أمامه بداية ونهاية يتبين فيهما الفن معيارًا صادقًا لتنوع الواقع وتعدد ايحاءاته.
وتماشيًا مع الدراسات المتجددة المتفجرة يوميًا في عالمنا المعاصر، بميدان الأدب والشعر خصوصًا فضلنا أن نختار موضوع ( الرمز والإيحاء في شعر بدر شاكر السياب ) ومن الأسباب التي جعلت سفينة بحثنا ترسو على بحر الصورة الشعرية وبالذات من خلال تجلياتها على شاطىء ديوان الشاعر بدر هو الإيمان بأن الدراسة الفنية لعمل أدبي جمالي يساعد الباحث كثيًرا على تنمية الذوق الجمالي لديه، وتأصيل حسه الفني وصقل موهبته الشعرية، كما أن فهم الشاعر لا يكون إلا نتيجة للنظر في الوسائل الفنية القائمة ببنائه، المعبرة عن انفعال الشاعر وأفكاره وتصوراته وبالإضافة إلى هذه الأسباب الإبداع الفني الذي جلب اهتمامنا ولفت انتباهنا نحو الشاعر، وشدنا اليه بقوة وجعلنا نتفاعل مع صوره وقد استخدمنا المنهج الوصفي التحليلي في هذه الدراسة.
