حق الترشيح والانتخاب: في الإسلام "دراسة تأصيلية"
الكلمات المفتاحية:
: الوسطية، منظور، الشريعة الإسلامية، المجتمع الليبي.الملخص
لقد تطور الفكر السياسي عبر مسيرة زمنية طويلة حتى أنتج لنا كيفية إدارة عملية الصراع والتنافس على السلطة بين الجماعات البشرية وكيفية اختيار من يتولى الحكم ويكون على قمة هرم السلطة، وما هي أفضل الطرائق والوسائل لمشاركة الناس في العملية السياسية.
حاول الفكر السياسي الإسلامي إيجاد كثير من السياقات والمسارات لعملية ممارسة السلطة فطرح مبدأ الشورى الذي يعتبر أحد أهم أركان النظام السياسي الإسلامي لما يتضمنه نظام الشورى من ترشيح وانتخاب واتفاق على من يتولى السلطة خاصة الإمامة الكبرى أو رئاسة الدولة .
كما أنتج الفكر السياسي الغربي من خلال كتابات توماس هوبز وجون لوك وجان جاك روسو أفكارا شكلت النواة الأساسية لممارسة العملية السياسية ومنح السلطة شرعية الحكم من خلال الحكم النيابي والترشيح والانتخاب وكانت نقطة الانطلاق بثورة الماجنا كارتا سنة 1648م ببريطانيا التي حدّت من سلطة الملوك والأباطرة وقيدت صلاحياتهم خاصة في ما يتعلق بالضرائب، ثم كانت الثورة الأمريكية سنة 1776م ثم الثورة الفرنسية سنة 1789م، لقد أصبح الترشح والانتخاب ممارسة عملية واضحة المعالم في الديمقراطيات الغربية تؤسس لدولة القانون والعدل ودولة المؤسسات، واستطاعت الأنظمة السياسية من خلاله تحقيق الاستقرار المجتمعي والرفاه الاجتماعي والمعدلات التنموية العالية والنهضة التقنية الحضارية التي مكنت الحضارة الغربية من الانتشار في جميع مناطق العالم خلال القرن السابع عشر والثامن عشر .